القى سماحة العلامة السيد قاسم الجلالي محاضرة بمناسبة اربعينية الامام الحسين(ع) في صحن القاسم (ع)

القى سماحة العلامة السيد قاسم الجلالي محاضرة بمناسبة اربعينية الامام الحسين(ع) في صحن القاسم (ع) وذلك يوم 15 صفر 1444

واليكم نص المحاضرة
روى الشيخ الصدوق بسندٍ معتبر عن الامام الباقر عليه السلام : قَالَ مُرُوا شِيعَتَنَا بِزِيَارَةِ الْحُسَيْنِ
فَإِنَّ زِيَارَتَهُ تَدْفَعُ الْهَدْمَ وَالْغَرَقَ وَالْحَرَقَ وَأَكْلَ السَّبُعِ
وَزِيَارَتُهُ مُفْتَرَضَةٌ عَلَى مَنْ أَقَرَّ لِلْحُسَيْنِ ع بِالْإِمَامَةِ مِنَ اللَّهِ
من خلال هذه الرواية نتحدث عن (ابعاد اربعينية الامام الحسين ) وهي متعدد الجوانب نذكر ثلاثة منها
1:البعد الاخلاقي
2: البعد الاعلامي
3:البعد العقائدي.
البعدالاول الاخلاقي: القيم الاخلاقية في مسيرة الاربعين تعتبر ظاهرة حضارية فريدة على مستوى العالم – فيها دروس اخلاقية وعبر روحية منقطعة النظير
احياء الاربعين:احياء للأخلاق الانسانية=احياء الاربعين تمثل القيم النبيلة= احياء الاربعين تمثل التضحية والفداء ونصرة الحق ضد الباطل – احياء الاربعين تمثل التسامح، والتعايش = في مسيرة الاربعين يتم تجديد هذه القيم الاخلاقية

الاربعين يعتبر مؤتمر إنساني اخلاقي عالمي يمكن استثماره في بث الرسالة المحمدية والتذكير بمآثر اهل البيت بالعفو والصفح وقدرتهم على تحقيق التكافل بين ابناء الامة الاسلامية، وبناء البلد بناء حضاريا متكاملا . . ويمكننا الوقوف على تلك القيم الاخلاقية من خلال ما رواه الصدوق بسند معتبرعن الصادق في آداب زائرته
محمد بن مسلم، يسال الصادق ع : إذا خرجنا إلى أبيك افلسنا في حج، الامام: بلي، قلت: فيلزمنا ما يلزم الحاج، قال: ماذا؟، قلت: من الأشياء التي يلزم الحاج، قال: الامام
1=يَلْزَمُكَ حُسْنُ الصحبةِ لِمَنْ يَصْحَبُكَ =النية المواساة
2=وَيَلْزَمُكَ قِلَّةُ الْكَلَامِ إِلَّا بِخَيْر =سلام= مواكب=
3=وَيَلْزَمُكَ كَثْرَةُ ذِكْرِ الله =الصلاة- قران زيارة ادعية
4=وَيَلْزَمُكَ نَظَافَةُ الثِّيَابِ‏ = اترك المكان نظيفا
5=وَيَلْزَمُكَ الْغُسْلُ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ الْحَائِرَ
6=وَيَلْزَمُكَ الْخُشُوعُ وَكَثْرَةُ الصَّلَاةِ وَالصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.
7=وَيَلْزَمُكَ التَّوْقِي عن أَخْذِ مَا لَيْسَ لَكَ = التعامل الايجابي
8=وَيَلْزَمُكَ أَنْ تَغُضَّ بَصَرَكَ = ترك المزاح – الهزل
9=وَيَلْزَمُكَ مواساة الاخوان = يكسب لقب زائر = ذكر الماصب – عظم الله 10=وَيَلْزَمُكَ التَّقِيَّةُ ، وَالْوَرَعُ عَمَّا نُهِيتَ عَنْهُ، وَالْخُصُومَةِ، وَكَثْرَةِ الْأَيْمَانِ، وَالْجِدَالِ = ترك الغيبة النميمة ( النتيجة) فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ تَمَّ حَجُّكَ وَعُمْرَتُكَ هذا البعد الاخلاقي
هذه الوصايا من الامام عليه السلام هي التي تحي الزائر للامام الحسين ع ومن خلالها نذعن بمقولة ( كنا نظن اننا نحي كربلاء فتبين ان كربلاء تحينا)
البعد الثاني:الاعلامي : جسده جابر الانصاري وعطية العوفي لا لانهما اول زائر لسبق الامام السجاد (ع) والحوراء زينب (ع) وبنو اسد وعبيد الله بن الحر الجحفي = وانما لمكانة جابر بين المسلمين
لان جابر الانصاري = اخر صحابي= وهو مقرب من اهل البيت ع = وهو متفق عليه من قبل الجميع = وهناك تعتيم اعلامي قوي ضد حركة الحسين ع فاغلب المسلمين لم يسمعو بكربلاء= فجاء غياب جابر عن المدينة مثار تسائل من قبل المسلمين خصوصا وان جابر كبير في السن يذهب الى كربلاء مشيا على الاقدام فقد وجه من خلال هذه الحرمة رسالة الى العالم = مفاد رسالة جابر من خلال زيارته لكربلاء اثبات احقية الامام الحسين ع

وعطية العوفي =
ايضا يمثل ثقلا تاريخيا فقد سماه الامام علي ع بعطية الله لما طلب منه والده ذلك =
كان محدثاً ، فقيهاً ، مفسّراً ، شيعياً جَلداً . من مشاهير التابعين. أخذ عنه أبان بن تغلب ، وخالد ابن طهمان ، وزياد بن المنذر ، كما ذكره النجاشي في تراجم هؤلاء . قال ابن قتيبة : كان عطية بن سعد فقيهاً في زمن الحجاج ، وكان يتشيع . وقد ضعّف عطية جماعة ، منهم : النسائي وأبو حاتم .
قال السيد الخوئي : يظهر أنّ تضعيفه ، انّما هو من جهة المذهب ، فقد أكدوا أنّه كان يُعدّ من شيعة أهل الكوفة ، وأنّه كان يتشيع ، وممّا يُعضد ما ذهبنا إليه قول الساجي فيه : ليس بحجة وكان يقدّم علياً على الكل وقول الجوزجاني : مائل

خرج عطية مع ابن الاشعث على الحجاج، فلما انهزم جيش ابن الاشعث هرب عطية إلى فارس، فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم: أن ادع عطية فان لعن علي بن أبي طالب والا فاضربه اربع مئة سوط!! واحلق رأسه ولحيته، فدعاه فأقرأه كتاب الحجاج، فأبى عطية ان يفعل، فضربه اربع مئة سوط، وحلق رأسه ولحيته، فلما ولي قتيبة خراسان خرج عطية إليه، فلم يزل بخراسان حتى ولي عمر بن هبيرة العراق، فكتب إليه عطية يسأله الاذن له في القدوم، فأذن له، فقدم الكوفة، ولم يزل بها إلى ان توفي سنة إحدى عشرة ومئة..
=كان عطية العوفي مفسرا للقران الكريم =
بعد هذا البيان لشخصية جابر الانصاري وعطية العوفي يتضح الأثر البالغ لزيارتهما في تاييد الحركة وافشال مخطط الاموي
ويتضح البعد الاعلامي والسياسي الكبير لزيارتهما وينعكس ذلك على احياء الشيعة للاربعين =

ثالثا : البُعد العقائدي في احياء اربعينية الحسين
زيارة الأربعين المليونية ترسم معالم مجتمع متمسك بالهوية، الاربعين ليست إستعراضاً لعظمة الحسين فحسب.وإنما هو استبيان بشري لاحقية التشيع واستفتاء عالميّ لصالح العترة ،وإعلان جماهيريّ للبراءة من اعدائهم باسلوب حضاري سلمي ، دئب عليه اهل البيت –
هنا يترسخ الفكر وتبنى العقيدة ونحن اليوم نعيش عام 1444 الذي يصادف مرور 1383 عاما على واقعة كربلاء ، لازالت تصنع فكرا ثاقبا وعقيدة راسخة وولاءً منقطع النظير
لايزال فكرالحسين ساخنا على مر العصور
ولا يزال متوقدا على مر الدهور
ولايزال مستقطبا عقول الملايين
ولا يزال مستهويا قلوب الملل والنحل
وعظيم ما قاله الشاعر :
وتركت للأجيال حين يلزها =عنت السرى ويضيق فيها المذهب
جثث الضحايا من بنيك تريهم = إن الحقوق بمثل ذلك تطلب

وقد استلهم احرار الدنيا من الحسين = حتى غير المسلمين كغاندي – خالد الاسلامبولي تعلمت من الحسين – محمد العلائلي : الحسين الثائر الاول ( دار الامر في زمن يزيد بين ان يكون الاسلام … ) بنت الشاطء ( زينب زرعت عبوات ناسفة في الكيان الاموي = زيد الشهيد = ومن هذا المنطلق انلق علماونا = الشهيد السيد الجلالي = ثمرة من ثمار كربلاء = كان يقول : روحي فداء لديني = ومن جوار القاسم الذي كان يذوب فيه حبا = نقول له نم قرير العين فهاهم ابناء مدينة القاسم بعلمائها ووجهائها وشيوخا وشبابها ونسائها يستحضرون ما غرسته في ارواحهم من العقيدة والقيم

ركز الشهيد الجلالي قدس سره على اربع ركائز انطلاقا من تعاليم العترة :
الركيزة الاولى : العقائد العقيدة الصحيح الخالية من الخطأ والاشتباه وسوء الفهم.النص على الائمة المعصوم اولهم الامام علي (ع) واخرهم الامام المهدي عج = وانهم الثقل الاخر هم الوسيلة

الركيزة الثانية : العبادات : الباقر (ع): (لوْ أُتيتُ بشابٍّ من شبَاب الشيعةِ لا يَتفقَّهُ في الدِّينِ لأوْجَعْتُهُ).
الركيزة الثالثة: المعاملات : العمل الصالح -الصادق(ليس من شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في اعمالنا وآثارنا، ولكن شيعتنا من وافقنا بلسانه وقلبه، واتّبع آثارنا وعمل بأعمالنا اولئك شيعتنا). نوف البقال:قلت لأمير المؤمنين صف لي شيعتك.فبكى الامام لذكر شيعته وقال:(يا نوف شيعتي والله الحلماء العلماء بالله ودينه) =القراءة الواعية للتشيع=
الركيزة الرابعة : الشعائر :لان اعظم منزلة يبلغها العبد هي التقوى وهي مرتبطة بتعظيم الشعائر ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ) كان يهتم بزيارة الاربعين رغم المخاطر= تعظيم الحوزة من تعظيم الشعائر=
ياشباب مدينة القاسم النجباء الشرفاء – اراد الكفر والالحاد اعدام علمكم الشهيد الجلالي لكن بعد اربعين عاما هذا هو صوت الشهيد الجلالي يدعوكم للتمسك بمرجعيتكم الاصيلة= بالحوزة العلمية في النجف الاشرف = وعدم الانجرار وراء الاباطيل والاكاذيب =
هذه الركائز الاربع تمثل جوهر التشيّع و الإخلال بواحد منها يمثل نقصاً جوهرياً في حقيقة التشيّع.
من هنا عن العسكري : إن من علامات المؤمن خمسة
1-زيارة الأربعين .2- والتختم باليمين 3- وتعفير الجبين . 4- والجهر 5- وصلاة 51 .ارتباط الخمس بالعترة
1= زيارة الاربعين هو الذوبان في العترة
2= التختم باليمين :شعار العترة -الامويون وبالتحديد معاوية أول من ابتدع التختم باليسار ،
3= تعفير الجبين : مرتبط بالعترة والسجود
4=الجهر بالبسملة -الحديث -القرآن كله في الفاتحة ، والفاتحة كلها في البسملة ، والبسملة كلها في الباء وسر الباء في النقطة تحت الباء .. والامام علي (ع) هو هذه النقطة . .
5= صلاة 51 :لاينال شفاعتنا مسخف بصلاته
والحمد لله اولا واخرا

مقالات ذات صلة