مصباح الهدى في أصول دين المصطفى

الكتاب : مصباح الهدى في أصول دين المصطفى
المؤلف : آية الله السيد محسن الحسيني الجلالي
ترجمة : السيد قاسم الحسيني الجلالي

•••••

خصائصُ كِتابِ مصباح الهدى

أوّلاً : يحتوي الكتابُ على جملة من عقائد مذهب أهل البيت(عليهم السلام) مركزاً على الأدلّة النقليّة ، مضافاً إلى الأدلّة العقليّة ; مدعوماً بالآيات القرآنيّة الكريمةِ ، وبالأحاديث الشريفة التي لها ارتباطٌ مباشرٌ بحياة الإنسان من حيث الاعتقاد .

ثانياً : يتّسمُ الكتابُ بسهولة العَرْضِ ووضوحِ التعبير إلى جانب توخّي الدقّة والموضوعيّة ممّا يجعله مفيداً لجميع الشرائح والمستويات الفكريّة .

ثالثاً : تكوّنت فكرةُ تأليف الكتاب لدى سيّدنا الجدّ (رحمه الله) من خلال اتّصاله المباشر بالمؤمنين ، سواء في رحلاته الإرشاديّة ، أو في مجلسه العامّ الذي كان يُعقد في داره في كربلاء المقدّسة ، أو في أثناء تشرّفه في الحرم الحسينىّ حيث كان يؤمّ الجماعة هناك ، وكذا في محاضراته التي كان يعقدها بعد صلاتي : المغرب والعشاء في مسجد الحاج صالح أبي معاش ، فكانت توجّه إليه الأسئلة المختلفة وكان الجانب العقائدىّ يحتلّ مساحةً مهمّةً

ومن هنا يلاحظ بوضوح أنّ المواضيع المبحوثة في الكتاب مستلهمة من الحاجة الماسّة لدى سائر الناس ، فهي تركّز على المسائل العقائديّة التي غالباً ما كانت تطرح في الساحة آنذاك ، وكثيراً ما يُسأل رجالُ العلم عنها .

وأنّ هذا الكتاب جاء تلبيةً لرغبة بعض المؤمنين الذين طلبوا منه أنْ يقوم بتأليف كتاب يحتوي على المسائل الاعتقاديّة ، كما ذكر(رحمه الله) ذلك في المقدمّة .

هذا الكتابُ

كانَ الباعثُ الأساسُ لي على العملِ في هذا الكتابِ ما لمسته من خلال سنين أمضيتُها في الإرشاد الإسلاميّ في مختلفِ البقاعِ من ضرورةِ وجودِ كتاب مختصر جامع لما يحتاجُ إليه أتباعُ أهل البيت(عليهم السلام) ، وكانت هذه الفكرة تراودني من وقت لآخر حتّى رغّب إليّ سماحة العمّ الكريم ، العلاّمة البحّاثة ، السيّد محمّد حسين الجلاليّ (حفظه الله تعالى) تحقيق هذا الكتاب ، فشرعت فيه مستعيناً بالله تبارك وتعالى ، وقد كنت أزداد إعجاباً بفصول الكتاب كلّما توغّلت فيه ، فاشتدّت رغبتي في مواضيعه وأسلوبه وَعَرْضِهِ حيث وجدتُ فيه ما كنتُ أصبو إليه من كتاب عقائديّ يتضمّن أُمّهات المسائل المرتبطة بالعقيدة الحقّة ممّا لايستغني عنها الواعظون والمتّعظون على حدٍّ سواء .

العملُ في الكتابِ

طُبِع الكتابُ لأوّل مرّة في سنة (1396 هـ ) في قم المقدّسة باللّغة الفارسيّة ، وهذه هي الطبعة الثانية ، وقد بذلتُ غاية الجهد فيها حيث أقدمْتُ على تحقيق الكتاب متّبعاً في ذلك الخطوات التالية :

أوّلاً : ترْجَمتُ نصّ الكتابِ من اللّغة الفارسيّة إلى الّلغة العربيّة مُراعياً الحِفاظ على أصل المعنى ممّا استدعى جهداً مضاعفاً حيث إنّ إعادة النصّ إلى وضعه الأوّل ـ لاسيّما إذا كان على نحو الترجمة ـ أكثر مشقّة من إنشاء نصّ جديد ، وقد أجاد الجاحظ حيث قال : «لربّما أراد مؤلّف الكتاب أن يُصلح تصحيفاً أو كلمةً ساقطةً فيكون إنشاء عَشْرِ ورقات من حُرّ اللفظ وشريف المعنى أيسر عليه من إتمام ذلك النقصّ حتّى يردّه إلى موضعه من اتّصال الكلام»[3] .

ثانياً :لم يتعرّض السيّد الجّد(رحمه الله) في هذا الكتاب لأصلي : «العدل ، والمعاد» فاستدركت بإلحاقهما بمتن الكتاب على نحو الاختصار ; إتماماً للفائدة ، فجاء الكتاب ـ بحمد الله تعالى ـ مشتملاً على تمام أُصول الدِّين الخمسة .

ثالثاً:تشكيلُ متون الأحاديث الشريفة وإعرابها عملاً بالخبر الوارد عن الإمام الصادق(عليه السلام): «أَعْرِبُوا حَدِيثَنَا فَإِنَّا قَوْمٌ فُصَحَاءُ»[4] .

رابعاً: تقطيعُ النصّ وضبطه وتثبيت عناوين ـ بين معقوفتين ـ لبعض المواضيع ; لتبرز موضوعات الكتاب ، وتسهل الإحاطة بأبحاثه ، كما تمتّ إضافَةُ بعض الكلمات إلى المتن ـ بين معقوفتين ـ مّما اقتضاه السياق .

خامساً : تخريجُ مصادر الأحاديث الشريفة من المجاميع الحديثيّة ، وأمّا الأقوال التي ذكرها السيّد المؤلِّف في الكتاب ، فقد نسبتها إلى قائلها حسب الإمكان ، كما تمّ تخريج مصادر النصوص والعبارات المنقولة عن الكتب الكلاميّة وغيرها .

سادساً : شرحُ بعض العبارات الواردة في الروايات أو المتن والتعليق على بعض مواضيع المتن ممّا يؤدّي دوراً أفضل في توضيح المواضيع المعروضة .

وأتقدّم بخالص الشكر لكلّ الذين ساهموا معي في إنجاز هذا الكتاب وتقديمه للمكتبة الإسلاميّة ، ولأتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام) .

ختاماً : ابتهل إليه جلّ في عُلاه أن يلهمنا بصيرةً في دينه ، وفهماً في حكمه ، وفقهاً في علمه ، وكفلين من رحمته ، وورعاً يحجزنا عن معاصيه ، وأن يوفّقنا إلى الاهتداء بأنوار مصباح الهدى والاقتداء بأُصول دين المصطفى ، وآله سادات الورى (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين) ، والحمد لله ربّ العالمين .

قم المقدّسة ـ الحوزة العلميّة

قاسم الحسينىّ الجلالىّ

ربيع الأوّل 1428 للهجرة

مقالات ذات صلة